الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد

اللعب مع الفاسـدين..!

*في الذكرى الثانية لاستكمال أخر إجراء دستوري في اليمن لانشاء أعلى هيئة مستقلة لمكافحة الفساد بصدور قرار رئيس الجمهورية بتشكيلها في الثالث من يوليو 2007م، تبدو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد اليوم عاقدة العزم على دك أوكار الفساد وردم بؤره تنفيذاً لمضامين وأهداف القانون رقم (29) لسنة 2006م بشأن مكافحة الفساد والذي جاء في مستهل أهدافه ونطاق سريانه (منع الفساد ومكافحة ودرء مخاطره وملاحقة مرتكبيه، وحجز واسترداد الأموال والعائدات المترتبة عن ممارسته) ،، ولا يكاد يحول بين الهيئة وقد استكملت بنيتها التنظيمية والمؤسسية وبين استئصال أورام الفساد من جذورها غير توقيع اتفاقيتي تعاون -لم يتفق على مضامينها بعد- مع نقابة الصحفيين فقط ، والتوقيع على برتوكول تعاون مع منظمة(المحاربين القدامى) واتفاقية توأمة بين هيئة مكافحة الفساد واتحاد نساء اليمن وبين الأولى وبرلمان الأطفال ،وفي اسوأ الاحوال قد يستمر الفساد في بلادنا الى حين المصادقة على مسودة (تعاون بلاحدود) مع وكالة الغوث الدولية، وربما يـتأخر ذلك الى حين توقيع اتفاقية تبادل الخبرات مع مكافحة الجراد ،

*فلاشئ اذا يعيق هيئة مكافحة الفساد عن أداء مهامها الرئيسة خاصة وقد تساوت ممارسات الفساد والفاسدين مع أولئك الداعين علناً للفتنة والتشرذم والتجزئة، وبدت ممارسات الطرفين وجهان لعملة واحدة هي (الانفصال)، وهو ما أدركته الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد فأحدثت تغييراً جذريا عاجلا في أداء مهامها بتوجيه مسار انشطتها باتجاه الجبهة الأمامية لمحاربة الفاسدين .. ولم تنشغل مطلقا – كما تزعم الأنباء المغرضة-بتنفيذ برامج (المنح الصغرى) ولا ( الكبرى) .. ولم تهدر الجهد والوقت في اللقاءات التشاورية.. وورش العمل.. ومباحثات الشراكة.. ولم يعد يعيقها لردم أخر بؤرة فساد غير توقيع اتفاقية تعاون مع نقابة الصحفيين اليمنيين فقط ولاغير ..! وفقاً لبرامج وخطط واستراتيجيات ومعارك هيئة مكافحة الفساد قبل الأخيرة مع الفاسدين والتي انتهت وفقاً للخبر الرسمي لنتائج المعركة باتفاق الهيئة ونقابة الصحفيين اليمنيين على( توقيع اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الفساد ودعم حق الحصول على المعلومة)، وقيل في رواية اخرى أنهم اتفقوا على توقيع ” اتفاقيات” وليس اتفاقية واحدة .! ، فمنكم لله يا مجلس نقابة الصحفيين على هذه الحلبطة وإعاقة مكافحة الفساد .. ! ولا تكونوا انتم ومن وراءكم الصحفيين سبب الفساد الحاصل وإحنا مش داريين …!! فوالله حينها لن تكفي محكمة خاصة لمحاكمتكم ..!

* وفي ظل تكتم الطرفين و غموض مضمون الاتفاق المرتقب بين (هيئة مكافحة الفساد) و(نقابة الصحفيين) تيدوا هناك أسراراً خطيرة وربما كارثة كبيرة مثل حادثة اختطاف وقتل الأجانب في صعده .. أو مفاجأة سارة .. تريد مكافحة الفساد الاعلان عنها ، كان تكون الهيئة – مثلا – قضت على الفاسدين وجففت منابع الفساد في بلادنا، ولذلك تبحث مع نقابة الصحفيين كيفية إعلان تفاصيل مثل هذا الخبر بما يجنب المتضررين والرأي العام وأبناء الشعب اليمني أثار صدمة المفاجأة السارة، أو أن تكون هيئة مكافحة الفساد-مثلا مثلا- استخدمت أسلحة محرمة دولياً لإبادة الفاسدين وبالتالي فإن اتفاقية التعاون المشترك مع نقابة الصحفيين ستلزم الصحفيين التستر على أسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها هيئة مكافحة الفساد للقضاء على الفاسدين في أخر معاقلهم، مقابل إلزام هيئة مكافحة الفساد بإجراء تعديل قانوني في الفقرتين (أ)و (ب) من المادة (16) من قانون مكافحة الفساد(لايحظر على العاملين في الهيئة الإدلاء بأي معلومات يبحث عنها الصحفيون، ولا يلزمهم بنشر معلومات جرائم الفساد بعد ثبوتها بحكم فضائيات).

Exit mobile version