[05/مارس/2019] صنعاء- سبأ: عقدت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، اليوم بمقرها في صنعاء اجتماعها الأول بعد انتخاب قيادة جديدة للهيئة برئاسة محمد محمد الغشم، ونائبه سليم محمد السياني. وناقش الاجتماع الترتيبات الإدارية الداخلية المتعلقة بالبناء المؤسسي للهيئة، وآليات العمل، واتخذ إزاء ذلك عدد من الإجراءات والتدابير المناسبة. وفي الاجتماع، هنأ رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد محمد الغشم أعضاء الهيئة على الثقة التي حظوا بها من القيادة السياسية ومجلسي النواب والشورى للقيام بمسؤولية وطنية كبيرة في هذه الظروف الصعبة بالغة التعقيد التي يمر بها الوطن. وأعرب الغشم عن أمله في أن يتمكن جميع أعضاء الهيئة من الوفاء بتعهداتهم التي أقسموا عليها، والقيام بأداء دورهم ومهامهم وتحقيق أهداف القانون في مكافحة الفساد، مشدداً على ضرورة بذل جهودا مضاعفة من أجل ذلك. وأكد أن عملية مكافحة الفساد هي معركة في مواجهة الفساد تحتاج إلى عمل جاد ومخلص وتخطيط محكم سواء كان تخطيطاً استراتيجيا بعيد المدى أو قصير المدى، وتحتاج إلى استنفار كل الطاقات وكل قدرات البلد لخوض هذه المعركة، ثم إدارة هذه القدرات بحنكة واقتدار حتى الانتصار وتحقيق الأهداف. وقال رئيس الهيئة: “ليس أمامنا وقت طويل ولدينا الكثير من الواجبات والمهام وأمامنا كثير من العمل ومجموعة من الأهداف التي يجب أن نبلغها، ولذا فإنه من الواجب أن نفكر تفكيراً عميقاً في ماذا نعمل، ونفكر في وضع الهيئة وفي جهود مكافحة الفساد وكيفية تحقيق الأهداف المرجوة من وجود هذه الهيئة”. وأضاف: “علينا أن نفكر في كيف تعمل الهيئة من أجل الوقاية من الفساد ومنعه قبل حصوله وتجفيف منابعه، ثم كيف تعمل على ملاحقة مرتكبيه واستعادة الأموال الناجمة عن جرائم الفساد، وكيف ترتقي الهيئة بسمعة اليمن في مجال مكافحة الفساد، وتعمل على تحسين وضعها في المؤشرات الدولية، وكيف تتعزز علاقات اليمن الدولية في هذا المجال، وكيف نصل إلى المستوى المطلوب من النزاهة والشفافية في المعاملات الاقتصادية والمالية والإدارية بما يكفل تحقيق الإدارة الرشيدة لأموال وموارد وممتلكات الدولة والاستخدام الأمثل للموارد”. وأشار الغشم إلى أهمية تفعيل مبدأ المساءلة والعمل الرقابي للأجهزة المختصة وتعزيز دور الهيئة ومكانتها كقائد للأجهزة الرقابية في الدولة، بالإضافة إلى تفعيل دور المجتمع ومنظماته للمشاركة في محاربة الفساد، وتوعية أفراد المجتمع بمخاطره وتوسيع نطاق المعرفة بوسائل وأساليب الوقاية منه. ولفت إلى أهمية إيجاد بيئة عمل ملائمة داخل الهيئة للقيام بمهامها وتحقيق أهدافها، وإيجاد بيئة عامة في اليمن مقاومة للفساد ورافضة له سواء عن طريق رفع مستوى الوعي العام بمخاطر الفساد وسبل مقاومته، أو عن طريق التشريعات والأنظمة والإجراءات، أو عن طريق الملاحقة والردع للمجرمين. وأعتبر أن مسألة مكافحة الفساد والوقاية منه هي روح تسري في كل أجهزة ومرافق الدولة والحياة العامة، ومالم يتم بث هذه الروح ستظل جهود مكافحة الفساد مهما بلغت محدودة الأثر. وأكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، أهمية إقامة شراكة حقيقية وفاعلة مع القضاء والنيابة العامة وبقية أجهزة الدولة وفي مقدمتها مجلس النواب والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، والهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات، وأطراف المنظومة الوطنية للنزاهة، مشيراً إلى أهمية فتح آفاق التعاون مع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية ذات العلاقة بمكافحة الفساد. وقال الغشم “إنه لو استمرت إدارة الأمور في الهيئة بالطريقة التقليدية التي جرى عليها العمل في الفترة الماضية فربما لن يحدث تقدم كبير في عملية مكافحة الفساد، حتى لو بذلت جهود كبيرة في ذلك” وأكد على أن الهيئة وجهود مكافحة الفساد عموماً تحتاج إلى إدارة بطريقة إبداعية حتى تحقق نتائج كبيرة وتُأتي ثمارها. وعبر عن أمله في انتقال هيئة مكافحة الفساد إلى الفعل وأن يكون كل ما تقوله أو تفعله خطوات عملية للقيام بالمهام المناطة بها وتحقيق الأهداف المرجوة التي من أجلها تم إنشاء الهيئة.