الانتماء السياسي للصحف اليمنية اثر ايجابيا على تغطية قضايا الفساد
خلصت دراسة يمنية حول “مدى تأثير الانتماء السياسي للصحف اليمنية على حجم تغطيتها لقضايا الفساد” إلى أن الانتماء السياسي أثر على حجم تغطية الصحف اليمنية لقضايا الفساد وبدرجة قوية وايجابية، وبنسبة تأثير بلغت 58 في المائة.
وأكدت الدراسة التحليلية التي أعدها مركز التأهيل وحماية الحريات الصحفية بصنعاء، بالشراكة مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والمعهد الوطني للشؤون الدولية، وشملت 15 صحيفة يمنية حكومية وحزبية ومستقلة, أن مستوى تأثير الانتماء السياسي على حجم التغطية لقضايا الفساد لدى الصحف المستقلة كان أقوى من مستوى تأثيره لدى الصحف الحكومية والأسبوعية، حيث بلغت نسبته 4ر81 في المائة.
وأوضحت الدراسة التي جرى إشهار نتائجها في احتفائية أقيمت، الخميس، بمقر نقابة الصحفيين بصنعاء أن الصحف الحكومية جاءت في المرتبة الثانية من حيث مستوى تأثير الانتماء السياسي على حجم تغطيتها لقضايا الفساد، حيث بلغت نسبتها 55.1 بالمائة، بينما حلت الصحف الحزبية في المرتبة الثالثة بعد الصحف المستقلة والحكومية من مستوى تأثير الانتماء السياسي على حجم تغطيتها لقضايا الفساد، حيث بلغت نسبتها 31.2 بالمائة.
وبينت الدراسة أن مشكلة الفساد حظيت بتغطية إعلامية من قبل الصحف اليمنية بحجم ثلاثة آلاف و338 كلمة فساد ومشتقاتها، وبمتوسط 9 كلمات للعدد الواحد، وبمجموع 607 مواد صحفية لعدد 8 أشكال صحفية مختلفة.
وحلت الصحف الحزبية في المرتبة الأولى من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد، حيث بلغ حجم تغطيتها 49.7 في المائة، فيما جاءت الصحف المستقلة في المرتبة الأخيرة بعد الصحف الحزبية والحكومية من حيث تغطيتها لقضايا الفساد، حيث بلغت نسبتها 19.5 بالمائة، بينما جاءت نسبة حجم تغطية الصحف الحكومية لقضايا الفساد 30.7 بالمائة، والصحف اليومية 18 بالمائة.
وأظهرت الدراسة أن الصحف الأسبوعية احتلت المرتبة الأولى من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد، حيث بلغت نسبتها 82 بالمائة.
وكشفت الدراسة تصدّر صحيفة “الوحدة” للصحف اليمنية والحكومية باحتلالها المرتبة الأولى من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد بنسبة 15.6 بالمائة، تليها صحيفتا “السياسية” الصادرة عن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) و”الجمهورية” بنسبة 5 بالمائة لكل منهما من بين الصحف الحكومية, في حين تصدرت صحيفة “الصحوة” الصحف الحزبية واحتلت المرتبة الثانية بين الصحف اليمنية من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد بنسبة 13.1 بالمائة، وجاءت صحيفة “الأيام” المستقلة في المرتبة الأخيرة من بين الصحف اليمنية في تغطيتها لقضايا الفساد، حيث بلغت نسبتها 1.5 بالمائة.
ومن حيث استخدام الأشكال الصحفية المتناولة لقضايا الفساد، أكدت الدراسة أن قالب “الخبر الصحفي” يحتل المرتبة الأولى في الأهمية من قبل الصحف اليمنية، حيث بلغت نسبته 39 بالمائة مقارنة بالأشكال الصحفية الأخرى. كما احتل الخبر الأعلى في أهمية استخدامه من قبل الصحف اليومية بنسبة 47.95 بالمائة، والمرتبة الثانية من قبل الصحف الحكومية والمستقلة.
وأوضحت الدراسة أن “مقال الرأي” كان الأعلى في أهمية استخدامه من قبل الصحف الحزبية بنسبة بلغت 40.26 بالمائة، وجاء في المرتبة الثانية بالنسبة للصحف الحكومية والمستقلة، بينما كان مقال الرأي الأعلى في أهمية استخدامه من قبل الصحف الأسبوعية بأهمية نسبية بلغت 39.10 بالمائة، بينما جاء في المرتبة الثانية من قبل الصحف الحكومية والمستقلة.
وبيّنت الدراسة عدم استخدام معظم الصحف اليمنية بمختلف انتماءاتها السياسية شكّل التحقيق الصحفي في تغطيتها لقضايا الفساد، باستثناء صحيفة “أخبار اليوم” التي كانت أكثر استخداماً للأشكال الصحفية من بين الصحف اليمنية في تغطيتها لقضايا الفساد، والتي استخدمت 8 أشكال مختلفة.
وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالعمل الصحفي الاستقصائي، وإفراد مساحات أوسع للتحقيقات والتقارير والتحاليل المتعلقة بقضايا الفساد ورفع سقف الحرية المهنية في تناول القضايا والكشف عنها.
كما أوصت الدراسة بأهمية تناول قضايا الفساد بما تمليه المصلحة العليا بعيداً عن المؤثرات الزمنية والانتماءات السياسية الضيقة.
وأكدت أهمية إنشاء وحدة معلومات تابعة للهيئة العليا لمكافحة الفساد لتزويد الصحفيين بكل جديد عن قضايا الفساد للاستفادة منها، في تناولاتهم الصحفية، إضافة إلى التنسيق مع وسائل الإعلام لنشر قضايا الفساد بما يخدم أهداف الهيئة والوسائل الإعلامية لكشف الفاسدين ومحاسبتهم.