الهيئة ووزارتا الإرشاد والمالية تدشن مشروعا توعويا للحد من الفساد
دشنت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بالشراكة مع وزارتي الإرشاد والمالية ممثلة بمصلحة الضرائب، اليوم مشروع التوعية بدور الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في الحد من ممارسة الفساد في الجهات الإيرادية والخدمية.
وفي التدشين أكد نائب رئيس الهيئة ريدان محمد المتوكل، أن المشروع يأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2022 – 2026 م التي من ضمن أهدافها ربط الهوية الإيمانية بالواقع العملي كسلوك يمارس في كافة المجالات.
واستعرض، مجالات عمل الاستراتيجية، لاسيما في إنفاذ القانون من خلال التحري والتحقيق واسترداد الأموال ومكافحة الكسب والإثراء غير المشروع، والمنع والوقاية من الفساد، وكذا التوعية والتثقيف والمشاركة المجتمعية، والتعاون الدولي.
وأشار المتوكل إلى ضرورة وجود بنية تشريعية لسد الفجوات التي ينفذ منها الفساد ويستفيد منها الفاسدون وأهمية أن تكون التشريعات طاردة للممارسات الفاسدة .. مشدداً على ضرورة أن تبنى المؤسسات على النزاهة.
وأكد أن مكافحة الفساد، ليست مهمة الهيئة وحدها، بل مسؤولية جماعية وجاءت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد من هذا المنطلق .. مثمناً دور العلماء والخطباء ووزارة الإرشاد في الاضطلاع بدورهم الكبير في التوعية بمخاطر الفساد وأهمية الوقاية منه.
وأوضح المتوكل، أن الفساد تفشى وتحول إلى ثقافة في اليمن حين انحرف الناس عن المسار الصحيح والهوية الإيمانية .. وقال ” إذا لم نر الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية كيان يتجسد في الواقع العملي، فإن ذلك يعني وجود خلل يجب الاسراع في معالجته”.
وأضاف: ” علينا أن نستلهم العبر والخطوات التي أنعم الله بها على الإنسان، بما يمكننا من إيجاد أثر صحيح وإيجابي في كافة مجالات الحياة، فالدين الإسلامي جاء لمكافحة الفساد وهداية الناس إلى المسار الصحيح”.
ونوه نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد، بتعاون وزارة المالية ومصلحة الضرائب في تنفيذ مشروع التوعية بدور الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في الحد من ممارسة الفساد.
وفي التدشين بحضور عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد المهندس حارث عبدالكريم العمري وأمين عام الهيئة القاضي عبدالرحمن المتوكل، ألقى رئيس مصلحة الضرائب علي جبران الشماحي، كلمة وزارة المالية أكد فيها، أن الهيئة سيكون لها الدور الريادي والإيجابي في غرس الثقافة القرآنية وتعزيز قيم النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد الذي أصبح في هذه المرحلة ضرورة لمكافحته في جميع إجراءات ومهام المصلحة.
وأوضح أن مصلحة الضرائب تعطي الحد من الفساد ومكافحته واقتلاع جذوره أهمية بالغة من ثنايا وزوايا العمل الضريبي بكل اجراءاته الموروثة من السنوات الماضية.
وأشار إلى أن قوى العدوان ومرتزقته يحاولون إفساد مكونات المجتمع والتغلغل إلى النواحي المالية والضريبية بوجه خاص والوصول إلى ضعاف النفوس سيما من لديهم رغبة في ممارسة الصور غير القانونية والمتنافية مع مبادئ ونصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية والأخلاق الفاضلة.
ولفت الشماحي إلى أن مصلحة الضرائب، دشنت دليل الخدمات الضريبية إلكترونياً وخصصت نافذة واحدة لاستقبال معاملات المكلفين وإنجازها في وقت معين ووفق آلية واضحة وشفافة سيكون لها الأثر الكبير في مكافحة الفساد.
وقال “إن تظافر جهود الهيئة ومصلحة الضرائب في إعداد البرامج التربوية والثقافية والقانونية سيؤدي حتماً إلى وجود سلوك قويم يحفظ حقوق الدولة والمواطنين وعدم الإضرار به والابتعاد عن سلوكيات أكل المال الحرام”.
وذكر أن رئاسة مصلحة الضرائب حالياً بصدد إعداد خطط، تتضمن بناء الكادر الضريبي وإعادة تثقيفه بالثقافة القرآنية والهوية الإيمانية باعتبارها صمام أمان من الانحرافات، بالإضافة إلى التدريب التخصصي والنوعي لبناء القدرات في جميع المجالات.
عقب التدشين بحضور عدد من وكلاء وقيادات مصلحة الضرائب، ورئيس دائرة التوعية والتثقيف بهيئة مكافحة الفساد عادل العقبي ومسؤولي الدائرة، أُقيمت محاضرتان للوكيل المساعد لوزارة الإرشاد الشيخ جبري إبراهيم حسن، وعضو رابطة علماء اليمن العلامة علي الهادي.
تناولت المحاضرتان، دور الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في مكافحة الفساد، واستشعار الرقابة الإلهية والثقافة الإيمانية ودورها في محاربة الفساد.
وأكد الشيخ جبري والعلامة الهادي، أهمية غرس التقوى والوازع الديني في نفوس أبناء المجتمع للوقاية من الفساد والحد منه، وضرورة تضافر جهود الجميع لإيجاد مجتمع واعِ وخالِ من الفساد.